الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

آق صو


    مهداة: الى الفنان المناضل أكرم طوزلو


أيها النهر الحزين
الباكي
دعني أبكي معك
دعني أبكي عليك
وعلى البساتين الخضراء
والروابي والمروج
التي أصبحت صفراء
جرداء
قفراء
على النخيل الباسقات
التي كانت
تضلل الضفاف
والزنابق
على الفراشات التي تنثر الألوان
في الأجواء
على الطيور البيضاء
التي كانت
تلامس زرقة السماء
وتعود لتختفي
بين أحضان الصفصاف
على باقات الجوري
التي كانت
تأتي مع الصباح
لتعطر الاسواق والدروب
وشرف البيوت
على الساقية
التي كانت
تتهادى وسط المدينة
وتعرّج على كل الازقة
لتدغدغ وجوه الاطفال
 وتداعب خدود حاملات الجِرار
وتغسل الحزن عن الوجوه المتعبة
أيها النهر الحزين
دعني أبكي معك
دعني أبكي عليك
وعلى أطلالك
فأنت الآن أخدود
يملأه الصخر والحجر والضجر
وجحور الوحشة
التي تنام فيها الأفاعي
وترقد فيها هياكل الموتى
وخطوط السيول القديمة
 تحكي قصة نهر عظيم
كان هنا
واليوم يشكو الضمأ
أيها النهر الحزين
مَن مِن أهل المدينة
لم يغنيك ؟؟
آق صو
ايها النهر الحزين
أتذكر بلبلك الحزين ؟؟
الذي تسائل وغنى
بصوت دافئ حزين
قبل سنين وسنين
وذرف الحنين
بألم أنين
( أيتها البساتين الجميلة
أيتها الرياحين
أيتها الياسمين
ياروابي "طوز" الخضراء
لِمَ أنتِ حزينة ؟؟
ونهرنا الخالد "آق صو"
يروي بدموعه كل شئ
آه من هذا القلق !!
أه من هذا الحزن !!
انه يسحق قلبي
مثل نظرات حبيبتي الحزينة )
×××
ايها البلبل الحزين
يا من شاخ قلبه’
بحب "آق صو" الحزين
يا من بَحَّ صوته
من الغناء الحزين
لسنين وسنين
حتى في دهاليز الظلام
وتحت سياط الجلادين
أيها البلبل الحزين
من لايذكر نزيف دمك
قبل الأولين والآخرين
من لايذكر مخاض زوجتك في السجون
ان نساك الآخرون
مثل "آق صو" الحزين
فأنت في قلوب العشاق والمحبين
نهراً خالداً لاينضب
وأغانيك تروي عطش الأرواح
الى الحب والحرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق