الإهداء : الى كل غريب عن أرض العراق
ينظر الغريب
الى الأفق البعيد
حيث يتخلل الأرجوان بين الغيوم
وتميل الشمس منهكة نحو المغيب
كنورس جريح
وتغيب
ويفتح الليل أبواب الظلام
ويهدأ الضجيج
ويسود السكون
وتتهامس الأشياء
بلغة الهوام
وتسدل الجفون
على العيون
لتغفو وتنام
إلا الغريب
وتأفل النجوم
ويختفي القمر خلف الضباب
وتغادر الضلال
الحقول والمروج
ويلقي الليل جلاميده
ويجثو
انه ليل بهيم
كأنه الخسوف
ويحزن المكان بالغريب
وترعشهُ الوحشة
ويشتد بهِ الشوق والحنين
ويرن قلبه من النحيب
نحيب الغريب
كالحمام
ويسهر الليل إلا الهجيع
متدثرا بالبرد والصقيع
ويبكي مثل طفل رضيع
يصرخ ويصيح
الليل هنا طويل كئيب
الأرض هنا كريب كريب
اواه اواه
أين مني حضن أمي
أين مني صدر أبي
أين مني قلب الحبيب
أين مني يد الرفاق
في العراق
أنا غريب غريب
ضيعت اسمي في الأسفار
وتاهت سفني في البحار
وتبعثرت اوراق اشعاري
ونسيت حروفي وكلماتي وأقلامي
بين الدروب
آه منك يا أقداري
الى متى في بلدان التيه أجوب
أيام عمري على الأرصفة تذوب
يا أقداري
متى قلبي الى العراق يؤوب
لقد ارمضني الفراق
فراق العراق
يا حسرتي
يا لوعتي
على ضياع سنيني
في بون أو برلين
في باريس أو ليون
لقد ارمشت عيوني
من يعيدني الى أمسي
ماذا لو انقطع بي الأمل
ماذا لو أنتهى بي الأجل
من يحملني الى رمسي
انا الغريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق