الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

وجه من الشورجة

الاهداء : الى الحمال العجوز أبو ياسين !!

كهل أحطب
ضائع في الضجيج والزحام
أضنته عجاف السنين
وسود الأيام
أخنع أحدب
أجنفه الدهر
وحقد اللئام
أدرم أدْرَدُ
شكله للشبح أقرب
يحاول المسير
بحمله الثقيل
يميل به الحمل
وتتقوس ساقاه النحيلتان
وتخذلانه في المسير
ويقوى عليه الاجهاد والتعب
ويسقط على الرصيف
بحمله الثقيل
وكل شيء في جسمه اودأ
وأعوجّ وانثنى
يا أبي أين منك الأهل والعيال
أين من أولادك الصغير والكبير
ما الذي جعلك تعمل كأجير
وبعد شهيق صعب وزفير
يمسح من جبينه العرق الغزير
يا بني كنت واحداً من الكرام
أعيش في أمن وسلام
وكان لي أهل وعيال
ننام على الحصير
ونكتفي بقرص الشعير
الى ان جاء الطوفان
طوفان القتل والتهجير
كالاعميان
السيل والحريق
وأجدب المكان
إلا من الدم المراق
وأصوات النعيق
والدخان والحريق
وتقاطر أولاد الخال والأعمام
من كل الأقطار والبلدان
وأجناس من الناس
هم للشيطان كالازلام
واستبيحت يا بني كل الدماء
وانتشرت أشلاء الأبرياء
وذ ُبح أبناء الأرحام
فأية فاحشة هذه وأيُّ ظلام
ان قلت لا تصلب بلا اثم وآثام
وان قلت نعم تذبح بلا جرم أو إتهام
وساد الخوف والرعب
والقتل والذبح والاعدام
والمفتي بالقتل يتشبه بالإمام
وأي إمام ؟؟
إمام المسلمين والإسلام
يصافح أهل خيبر في الظلام
ويعلن الحرب جهاراً على الإسلام
إمام لايفرّق بين الأَجام والإجام
ويخلط بين تفسير القرآن والأحلام
وبين الاسلام وعبادة الاصنام
أشباح الموت
في كل دار وبيت
تقتل الأخ والصديق
والرفيق والشقيق
دون تحقيق او تدقيق
وصاح عزرائيل
ما هذا البلاء
ما هذا الوباء
ينتشر كالهواء
وأخذه العويل والبكاء
فتنازل عن عرش الموت
لملوك الموت
واختفى عن الأنظار
حتى لا يدركه الموت
على يد الاشرار
واخذني يا بني السيل والحريق
بعد ان بلغت من العمر عتياً
السيل قتل صهري الاول لانه كان شيعياً
والحريق قتل صهري الثاني لانه كان سنياً
وولدي الوحيد
نعم ولدي الوحيد
هناك .. حيث لاتزال الآثار
والوان الدماء
كان الانفجار
تلاشى ولدي كالبخار
فوق الأبنية والاشجار
والآن .. ليس لي سوى بناتي
وأحفادي الصغار
فلا معين ولا معيل
ولا وكيل ولا كفيل
أعمل كأجير
قانع بالمصير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق